النقابيون بجهة بنزرت يحيون ذكرى عيد الشغل
تحت إشراف المكتب الجديد للاتحاد الجهوي للشغل ببنزرت،أحيا النقابيون بجهة بنزرت يوم السبت غرة ماي ذكرى عيد الشغل.
اطلع الحاضرون على معرض للصور يعرف بأهم المحطات النضالية التي خاضها الإتحاد العام التونسي للشغل وتابعوا بانتباه محاضرة للأستاذ سالم الحداد أتى فيها على ثلاث محطات،اعتبرها مفصلية،في تاريخ الحركة النقابية في تونس وهي جامعة عموم العملة التونسيين الأولى ثم الثانية و أخيرا الإتحاد العام التونسي للشغل.
كان الافتتاح من نصيب عضو المكتب التنفيذي المكلف بالقطاع الخاص الأخ حسن شلبي الذي رحب بالحضور و المحاضر الأستاذ سالم الحداد وأفرد الصحفي و الحقوقي لطفي حجي و كذلك قيدوم الحقوقيين والمناضلين عم علي بن سالم بترحاب خاص متمنيا للأخير الشفاء العاجل.
ربط المحاضر ظهور جامعة عموم العملة التونسيين الأولى بنهاية الحرب العالمية الأولى و موقف الأممية الثالثة من الاستعمار اد اعتبرت الأحزاب الاشتراكية و الشيوعية آن داك ان ضرب الاستعمار في المستعمرات يعجل بقيام الثورة.وقد ساعد الوضع الاجتماعي المتدهور في تونس خلال تلك الفترة بعض الحركات النقابية التي كانت مهمشة من قبل(الكرارطية)،على استعادة أنفاسها في إضراب عمال الرصيف 13 أوت 1924 بعد رجوع محمد علي الحامي ذي المرجعية الاشتراكية من ألمانيا برؤية إصلاحية اشتراكية تعتبر أن الرأسمالية عاجزة و الحل في إيجاد نظام تعاوني في شكل تعاضديات للعمال و صغار الرأسماليين.هده الرؤية جعلت عمال الرصيف و نقابتهم و على رأسها محمد النري ينضمون لحركة محمد علي،الذي اتجه في نفس الوقت إلى الحزب الدستوري القديم و الحزب الشيوعي لتكوين جبهة وطنية تغير الواقعين الاقتصادي و السياسي بالبلاد.
أمام تخاذل الحزب القديم و انسحابه من الجبهة توجه محمد علي إلى الجنوب لينجح في إقناع العمال بالانضمام للجامعة الأولى و يتم إيقافه من طرف المقيم العام و نفيه بعد دلك لمدة 10 سنوات خارج الحدود و تنتهي اول تجربة نقابية جدية بتونس.
نشأت الجامعة الثانية في زمن خيم فيه شبح النازية على أوروبا و العالم بعد نجاح هتلر سنة 1933 مما دفع الاتحاد السوفياتي و القوى الغربية الليبرالية و الرأسمالية لتكوين جبهة تتصدى للنازية.ظهرت في تونس في الأثناء مجموعة "رفاق محمد علي الحامي" يتقدمهم علي القروي(مارس 1937) و أعلنوا إعادة بناء نقابة محمد علي.تحالفت المجموعة مع جماعة القناوي القريبة من حزب الدستور لانجاز إضراب سوق الحبوب.لكن سرعان ما اختلفت المجموعتان عندما أصدرت مجموعة القناوي بيانا دافعت فيه عن وحدة العمال و الأعراف.استغلت بعدها جماعة حزب الدستور الفرصة للافتكاك النقابة من القناوي "الأمي" *(جانفي 1938)و تنصيب الهادي نويرة المحامي تحت التمرين بمكتب المحامي الحبيب بورقيبة.توجهت النقابات الموالية للقناوي نحو CGT واندثرت نقابة الهادي نويرة.
بعيد الحرب العالمية الثانية سادت مفاهيم مثل حق الشعوب في تقرير مصيرها و مقاومة المستعمر.و في تونس كون حشاد المحسوب على الاشتراكيين انداك نقابات عمال الجنوب و اتصل به محمد الري في صفاقس لتوحيد نقابات الشمال مع نقابات الجنوب ليخرج للوجود "الاتحاد العام التونسي للشغل"سنة 1946 و يجمع العمال بالفكر و الساعد.
شفعت المحاضرة بنقاش مستفيض حول تاريخ الحركة النقابية في تونس تساءل خلاله المتدخلون عن دور المرأة أثناء مرحلة التأسيس وملابسات جريمة اغتيال حشاد وطبيعة العلاقة بين المنظمة النقابية والسلطة.كما تساءلوا حول الأسباب الكامنة وراء ضعف اداء المنظمة النقابية خلال المفاوضات الاجتماعية في قطاع الوظيفة العمومية و ملفات التأمين على المرض و الخوصصة و غلق المؤسسات و الحوض المنجمي.
كما طالب المتدخلون بدعم أكبر من المنظمة النقابية للقضايا الوطنية و القومية و قضايا الحريات و حقوق الانسان.
*سنة 1978 أعاد الهادي نويرة الكرة في محاولة للافتكاك المنظمة النقابية مستخدما المليشيات.
نقابي من بنزرت
mardi 4 mai 2010
Inscription à :
Publier les commentaires (Atom)
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire